السبت، 16 أبريل 2011

لماذا خلقنا؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد ان تيقنا ان لهذا الكون اله خالق وانه واحد لاشريك له فهو ليس كمثله شئ نريد ان نعرف لماذا خلقنا يقول الله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( 56 ) ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ( 57 ) ) [ ص: 444 ]هذه الآيات تكلمت عن العِلّة التي خلق الله تعالى الناس لأجلها وهي العبادة، العبودية. أولاً ما معنى عبودية؟ عبودية من الفعل عبّد. يقال عُبّدت الطريق وتعبيدها أي تمهيدها وإعدادها لقطع المسافات عليها وهذ مسألة شاق
 من أجل ذلك كل أنواع الطاعات التي أمر الله تعالى بها إسمعها العبادات. سميت عبادة لأنه تمهد النفس لطاعة الله تبارك وتعالى.      أنت مخلوق للعبادة والله تعالى يرزقك لأنها إرادته فلا تحمل همّ رزقك لأنه تعالى قال (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون). فلما يقول تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) إعرف لماذا خلقك الله تعالى وأي إنسان لا يؤدي العبودية لم يعرف السبب والعِلّة التي خلقه الله تعالى
يقول تعالى في الحديث القدسي: يا ابن آدم تفرّغ لعبادتي أملاً صدرك غنى (ليس مالاً وإنما إستغناءً) وأسد فقرك وإن لم تفعل سلّطت عليك الدنيا فأنت تركض فيها ركض الوحوش في البريّة ولا ينالك منها إلا ما قسمت لك. وهذا لا يعني أن تستقيل من وظيفتك لكن معناه فرّغ قلبك لعبادة الله تعالى من شوائب الدنيا واقطع علاقتك بالدنيا.
فالانسان لابد ان يتيقن ان حياته كلها لله وانه اليه راجع فيقول الله تعالى{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } .
ولكن تدخل نفس الانسان الشك هل معنى ذللك الا اعمل وان اقضى بقية عمرى فى المساجد اتعبد 
ليس هذا هو المقصود بمعنى العبودية ولكن معنى العبودية لله شامل كافة الحياة اليومية للنسان فعند ذهابه الى نومه عليه ان يتذكر دعاء النوم وعند استيقاظه دعاء الاستيقاظ وعند لبسه وعند اكله وعند عمله عليه دائما ان يملا قلبه بطاعة الله فيتحقق بذللك المعنى الشامل للعبودية
مع الاخذ فى الاعتبار ان لاينهاه كل ذالك عما افترضه الله على الانسان من صلاة وصيام فما يفعله الانسان لابد ان لا يؤخره على طاعة الله  
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته