الثلاثاء، 12 أبريل 2011

من نعبد

لكى نصل الى سور مدينتا لابد ان ترتاح افئدتنا ولكى ترتاح افئدتنا فليس هناك اعظم من تعلقها بخالق هذا الكون  
فان من اعظم الحقائق واحسنها الى العقل هى فكرة وجود اله لهذا الكون فكل الدلائل من حولنا تؤكد بما لايدع ذرة للشك وجود اله اعظم يستحق ان نعبده وهذه هى الحقيقة التى اتفقت العقول على الاعتراف بها
وان انكرها البعض ممن يقولون ان هى الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر
وضعوا الانسان بتفكيره وعقله موضع الحيوان اذ ان الحيون اتى الى الدنيا لغرض ما ثم عند موته يتحول الى تراب
فهل يتقبل العقل هذة الفكرة 
ان الانسان بما اعطاه الله من عقل وفضله على جميع المخلوقات فهو يفكر به وهذا ما امرنا الله عز وجل به فى كثيير من اياته فيختم الكثيير من الايات بقوله (افلا يتفكرون   افلا يعقلون  )
وقد تنوعت الادلة على وجود الله تعالى ابتداء من ضمير الانسان الى كل ذرة فى هذا الكون الذى نعيش عليه فالكل شاهد على وجود اله متحكم ومدبروالها وخالقا لهذا الكون
كما ان هناك الدلائل فى  الكتاب المقدس تدل على ان لهذا الكون اله فيقول انه علينا أن نقبل حقيقة وجود الله بالايمان. "فمن المستحيل ارضاء الله بدون ايمان، اذ ان من يتقرب الي الله لا بد له أن يؤمن بأنه موجود وبأنه يكافيء الذين يسعون اليه"
(عبرانيين 6:11). اذا اراد الله، فانه بامكانه الظهور و الاثبات للعالم كله بأنه موجود. ولكنه ان فعل ذلك لن يكون هناك احتياج للايمان. "فقال له يسوع الأنك رأيتني أمنت؟ طوبي للذين يؤمنون دون أن يروا" يوحنا 29:20
والدليل على ذلك هو قول اعرابى عندما سال عن وجود الله فاجاب بفطرته وقال  (البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير فسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج  الا تدل على العزيز الخبير ) صدق الاعرابى فما احسنه من منطق وتفكير 
ومن الأمثلة الأخرى التي تدل على هذه الحقيقة ما روي من أن أحد العلماء طلب منه بعض الملاحدة أن يناظره في وجود الله سبحانه ، وحددوا لذلك موعدا ، فتأخر العالم عنهم وكان تأخره عن قصد ، فلما جاءهم وسألوه عن سبب تأخره قال : لقد حال بيني وبين مجيء إليكم نهر ، ولم أجد ما ينقلني إليكم ، غير أن الأمر لم يطل حتى أتت سفينة ، وهي تمشي من غير أن يقودها قائد ، أو يتحكم فيها متحكم ، فصاح به الملاحدة ماذا تقول يا رجل ؟!! فقال لهم : أنتم أنكرتم أن يكون لهذا الكون خالقا ، ولم تصدقوا أن تكون سفينة من غير قائد ، فاعترفوا وأقروا . 
وقد نبه القرآن إلى هذا الدليل في مواضع كثيرة ، قال تعالى : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون () أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون }(الطور:35-36) هما احتمالان لا ثالث لهما إلا الاعتراف بوجوده سبحانه والإيمان به . الاحتمال الأول: أن يكون هذا الخلق من غير خالق ، وهذا مستحيل تنكره العقول إذ لا بد للمخلوق من خالق وللمصنوع من صانع ، فالعدم لا يخلق . والاحتمال الثاني : أن يكونوا هم الذين خلقوا أنفسهم وخلقوا السماوات والأرض ، وهذا مستحيل أيضا إذ لم يدَّع أحد أنه خلق نفسه فضلا عن السماوات والأرض ، ولو ادعى مدع ذلك لاتهم بالجنون والهذيان ، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه ، فلم يبق إلا أن يكون لهذا الكون خالقاً وموجدا ، وهذا دليل غاية في القوة والبيان لذلك عندما سمعه جبير بن مطعم قال : " كاد قلبي أن يطير " كما ثبت ذلك عند البخاري . فهذه بعض الأدلة على وجوده سبحانه ، وهي أدلة من تأملها وأمعن النظر فيها لم يسعه إلا التسليم بها.
فالله احد ليس معه شريك فيقول الله فى كتابه العزيز (لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا ) ويقول ايضا (اذا لذهب كل اله بما خلق ) فلو كان هناك الهة اخرى غير الله ستفسد الارض من المشاحنات فحاشا لله ان يكون معه الهة اخرى فهو الله الواحد الاحد الفرض الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد
كما ان الكتاب المقدس يقر بوحدانية الاله وانه ليس معه شريك 
فمن اقوال المسيح عليه السلام (ان اول كل الوصايا  .....الرب الهنا رب واحد )انجيل مرقس الاصحاح 29:12 


كما ان هناك الكثير من الدلائل التى تدل على وجود اله لهذا الكون منها
الليل و النهار آيات على وجود الله

جاء في القرآن الكريم :(وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (فصلت:37) .

فاختلاف الليل و النهار هو من تأثير دوران الأرض حول نفسها ، و هذا الدوران من الآيات الباهرة التي تدل على وجود الله ، ذلك لما يتراءى للناظر من الدقة في دوراتها بحيث لا تخطئ ثانية من الثواني . إن ساعة من معدن بزن جرامات معدودة تدور فتخطئ في اليوم بضع ثوان ومع ذلك نقول عنها ما أضبطها، فما أمر ساعة و هي هذه الكرة الأرضية جرمها ملايين ملايين الملايين من الأطنان تدور فلا تخطئ في اليوم ثوان و لا أعشار ثوان و لكن بضعة أجزاء من ألف من الثانية وتخطئها لأسباب معلومة محسوبة فما هي بأخطاء .

ودوران لأرض له تأثير عظيم على الحياة على سطح هذه الأرض ، فلولا هذا الدوران المنتظم لفرغت البحار و المحيطات من مائها ، و لو دارت الأرض أتسرع مما تدور لتأثرت المنازل و تفكك ما على الأرض ، ولو دارت الأرض أبطأ مما لهلك من عليها من حر و من برد12.

و القرآن الكريم أشار إلى دوران الأرض بهذه الآية الكريمة و نبه الأنظار إلى دقة دورانها و (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88) .

صوّر الله في هذه الآية حركة الأرض وبدورانها بمرور الجبال التي هي أبرز ما على الأرض و هذا يستتبع دوران الكرة الأرضية لأن الجبال ملتصقة فيها .

والشمس هي الآية الكبرى على وجود الله و التي سخرها الله لحياة جميع الكائنات الأرضية ، فمن أين تأتي بوقودها ؟

إن كانت تنفق من مخزن في باطنها إذن لانخفضت درجة حرارة الشمس عاماً بعد عام ، و معنى هذا أن عمر الشمس لن يمتد كثيراً ، و لكن إذا نظرنا إلى الماضي البعيد رأينا الشمس أعطت الأرض من الحرارة بمقدار لا يزيد ولا ينقص في الحدود التي يعيش فيها النبات و الحيوان و الإنسان .

لابد إذن من شيء يعطي للشمس من الحرارة ما تفقد منها و يستمر في إمدادها بمقدار معين فيحرق و لا ينقص فيجمد . والقمر الذي سخره الله لنا لحساب الزمن وجعله منيراً في الليل وما يستتبع هذا من فائدة للكائنات الحية ، ألا يدل على وجود إرادة إلهية خالقة


خلق الإنسان آية على وجود الله

ومن الدلائل على وجود الإنسان . قال الله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) (الروم:20) . و قال أيضاً : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (المؤمنون:78)

ما الدلائل على وجود الله في الأنفس فهي أكثر من أن تحصى ، و كلما اتسع نطاق العلم تضافرت الأدلة على أن لهذا الإنسان البديع الصنع إلها ًحكيماً .

أي ناحية من نواحي الإنسان ليست مثار دهشة و عجب ؟

أليس أطواره في الرحم آية من آيات الله ؟

أليس نظام طعامه وشرابه و تحليل الطعام إلى عناصر مختلفة بموازين يذهب كل عنصر الى حيث يؤدي وظيفته عدا العنصر الذي لا يفيد فيطرد إلى الخارج ،أليس هذا كله آية من آياته؟

أليس نظام توزيع الدم من مكانه الرئيسي وهو القلب إلى جميع أنحاء الجسم بواسطة الشرايين التي لا يحصي عددها إلا الله ، ثم عودته إلى القلب بواسطة الأوردة ،و مرور الهواء الجديد الذي جلبه التنفس ليصلح الدم بعد الفساد فيفيد منه الجسم ، أليس ذلك آية من آياته ؟ دع سمع الإنسان و بصره و نطقه و إحساسه ، بل دع ما يعرض له من تذكر ونسيان و حزن و سرور و علم و جهل و محبة و بغض فإنها آيات كبرى على وجود الله الخالق
 

وهناك الكثير من الدلائل التى لو بدائنا فى احصائها لطلبنا عمرا على عمرنا 
فايات الله كثيرة والادلة على وجوده لاتحصى مهما قال المبطلون والجاحدون فالينظروا الى انفسهم فالينظروا حولهم سيتاكدون انه حتما لهذا الكون اله 
 (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اولم يكف بربك انه على كل شيء شهيد )فصلت (آية:53):
صدق الله العظيم  

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته